آفة توتا أبسلوتا المدمرة تهاجم حقول الطماطم وتتلفها في جنوب القطاع

 

خلال إعداد التقرير في أحد الدفيئات المزروعة بالطماطم، وواضح تلف المحصول جراء الإصابة بالآفة

المحافظات الجنوبية/ محمد أبو شحمة:

بعد محاربتها من وزارة الزراعة والمؤسسات الدولية المعنية بالآفات الخطيرة والصليب الأحمر السنة الماضية، عادت آفة حفار الطماطم توتا أبسلوتا من جديد في الظهور و مهاجمة الحقول الزراعية المزروعة بالطماطم في مدينتي خان يونس ورفح والتسبب بإتلاف المحصول من خلال اليرقات الخضراء التي تفرزها الآفة.

"فلسطين" رصدت خلال جولة قامت بها في عدد من الحقول الزراعية في مدينتي رفح وخان يونس انتشارا واسعا وسريعا لآفة توتا أبسلوتا في الدفيئات الزراعية والأراضي المكشوفة، إذ تم رؤيتها بالعين المجردة وهي على أوراق أشتال الطماطم والثمار التي ظهر عليها التلف نتيجة وصول الآفة إليها.

وبلغت خسائر المزارعين المصابة حقولهم بالآفة إلى 100%، أي تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات، وسط تأكيد منهم أن وزارة الزراعة والمؤسسات الدولية المعنية بالآفات الزراعية لم تصل إليهم ولم توزع عليهم المبيد الحشري المضاد للآفة أو تقدم لهم أي معلومات لكيفية التعامل معها، فيما أكدت وزارة الزراعة أنها قدمت تعليمات واسعة للمزارعين لكيفية مكافحة والوقاية من التوتا أبسلوتا.

وآفة توتا أبسلوتا هي عبارة عن فراشة صغيرة نسبيا طولها من 5 ــ 7 مم وعرضها مع فرد الجناحين يصل إلى 1سم، ولها من 10-12 جيلا في السنة ودورة حياتها حوالي 40 يوما وهي حشرة ليلية تختبئ نهارا بين الأوراق والأنثى تضع بيضها على النبات العائل وقد يصل عدد البيض إلى أكثر من 250-300 بيضة وعادة ما تضع الأنثى البيض على السطح السفلي للورقة.

وسجل أول ظهور لآفة توتا أبسلوتا لأول مرة عام 2006 على الطماطم في اسبانيا، وفي عام 2008 اكتشفت في بعض المناطق من فرنسا، والجزائر، والمغرب، وفي عام 2009 سجلت هذه الحشرة رسميا في فرنسا، و ايطاليا، و تونس و مالطا، ووصلت إلى قطاع غزة في أوائل عام 2010 وألحقت خسائر كبيرة بمزارعي الطماطم.

غلاء المبيد
المزارع حمدان ماضي يؤكد لـ"فلسطين" التي تجولت في مزرعته المكشوفة والبالغة مساحتها 50 دونمًا والمزروعة بالطماطم، أن آفة توتا أبسلوتا بدأت بالظهور بالحقل مع بداية إثمار الطماطم، حيث انتشرت بسرعة كبيرة بين الأوراق ووصلت إلى الثمار وأصابتها وأفرزت يرقاتها وتسببت بإتلاف جميع المحصول.

ويقول ماضي :"لا يوجد لدي الخبرة الكافية لمحاربة هذه الآفة ولكن قبل عام حين ظهرت في المحصول لأول مرة، حصلنا من وزارة الزراعة ومنظمة الفاو والصليب الأحمر على تعليمات وإرشادات توعية لكيفية التعامل معها ومحاربتها، ولكن هذا العام لم يصلني أي أحد أو يقدم لنا أي مساعدة في كيفية مكافحة الآفة، لذلك انتشرت بسرعة وتكاثرت ويمكننا أن نطلق عليها وباء".

ويوضح المزارع ماضي أن ثمن اللتر الواحد من المبيد الكيماوي المضاد والقاتل لهذه الآفة يصل إلى 750 شيكلا، وهو مرتفع جدًا في ظل عدم جني المحصول وبيعه بالأسواق بأسعار مرتفعة، لذا فجميع المزارعين لا يشترون هذه المبيدات المضادة لها لارتفاع سعرها.

ويبدى ماضي تخوفه من انتقال الآفة إلى المزارع القريبة لها والمزروعة بالبصل والكوسا، مقدرًا خسارته نتيجة إصابة الآفة لمحصوله بـ(50 ألف شيكل)، مطالبًا بتوفير الدعم للمزارع وإعانته على محاربة هذه الآفة.

طماطم مصابة بآفة توتا أبسلوتا


المزارع مؤنس ظهير لم يكن حال محصوله بالأفضل من سابقه ماضي، حيث وصلت آفة توتا أبسلوتا إلى الدفيئات الزراعية الخاصة به وأتلفت جميع محصوله، وتسببت بخسائر مالية لها نتيجة التلف الذي أصاب الطماطم.

ويقول ظهير لـ"فلسطين" إن "الآفة وصلت إلى الدفيئات الزراعية رغم الإغلاق المحكم لها ، والأخذ بجميع التعليمات وأساليب الوقاية ولكن انتشارها الواسع حال دون ذلك، ومع دخولها الدفيئات المزروعة بالطماطم بمساحة 5 دونمات أتلفت جميع المحصول، حيث تختفي بين الأوراق وتنتشر بسرعة".

ويوضح ظهير أن مكافحة هذه الآفة المدمرة للمحصول يحتاج إبادتها إلى مجهود مشترك ومنظم من قبل مختصين، نظرًا لسرعة انتشارها وصعوبة القضاء عليها من خلال الرش بالمبيد الكيماوي.

كذلك المزارع رياض صيام يؤكد أن الآفة دمرت محصول الطماطم المزروع في أرضه، لذلك ارتفعت أسعار الطماطم في الأسواق ووصلت إلى 5 شواكل للكيلو الواحد، بسبب إتلاف الآفة لكميات كبيرة من المحصول.

ويقول إن "على الجهات المسئولة مكافحة آفة توتا أبسلوتا في أسرع وقت ممكن وعدم إغفالها لأنها قد
تنتشر وتصل إلى محاصيل زراعية أخرى كالبصل والخيار والكوسا، وتتسبب في خسائر كبيرة في سلة الخضروات".

رئيس مجلس إدارة جمعية المزارعين الفلسطينيين عاشور اللحام يؤكد لـ"فلسطين" انتشار آفة توتا أبسلوتا في الأراضي الزراعية المكشوفة المزروعة بالطماطم بنسبة تصل إلى 100% والدفيئات الزراعية بنسبة تصل إلى 90%.

ويقول عاشور إن "مكافحة هذه الآفة المدمرة خجول ومتواضع من قبل جميع الجهات، وكذلك المزارع الفلسطيني لا يستطيع وحده القضاء عليها، لأنه بسيط وإمكانياته ضعيفة لا تصل إلى درجة القضاء عليها بشكل كبير.

تعليمات وإرشادات
بدوره، يؤكد مدير دائرة الوقاية في وزارة الزراعة منير سرداح أن آفة توتا أبسلوتا منتشرة بالفعل في الأراضي الزراعية المكشوفة والدفيئات المزروعة بالطماطم، و الوزارة قامت بإعطاء مجموعة من التعليمات والإرشادات للمزارعين في كيفية التعامل معها ومكافحتها قبل وصول أراضيهم.

ويقول سرداح لـ"فلسطين" إن" المزارع الملتزم بالتعليمات تكون نسبة الإصابة عنده قليلة ومسيطر عليها، ولكن المزارع غير الملتزم تنتشر هذه الآفة بسرعة وتتلف محصوله، لذلك يجب على مزارع الدفيئات إغلاق دفيئته بشكل محكم لأن الحشرة طولها يبلغ 1 سم وتدخل عبر أي ثقب في الدفيئة، وكذلك يجب على مزارع الأرض المكشوفة استخدام المصائد الترمونية لجلب الذكر وقتله"، مبينًا أن الوزارة قامت بتوزيع مصائد على جميع مزارعي الطماطم.

ويوضح سرداح أن الوزارة وضعت برنامج رش للمبديات الكيماوية القاتلة للآفة للمزارعين في الأراضي المكشوفة وكذلك الدفيئات، وهو برنامج فعال يقضي على اليرقات والبيض في فترة الأمان، ولكن المزارع حين يفشل في القضاء عليها يضع فشله على الوزارة.

ولفت إلى أن وزارة الزراعة تقوم بإعداد ورشات عمل وحلقات عبر وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة لتوجيه المزارعين وتعليمه كيفية التعامل مع هذه الآفة وكيفية القضاء عليها ومكافحتها، إضافة إلى مشاريع مع مؤسسات دولية كالصليب الأحمر ومنظمة الفاو.

ويبين مدير دائرة الوقاية وزارة الزراعة سرداح أنه في حالة انتشار الآفة بسرعة يصعب السيطرة عليها والقضاء عليها.
 شجرة طماطم وصلت لها آفة توتا أبسلوتا المدمرة

تعليقات

المشاركات الشائعة