35 ألف دونم من المزارع الحدودية في خانيونس لا تصلها المياه

مزارعون يؤكدون انتشار سريع لسوسة النخيل

 
أغلب المناطق الحدودية لا تصلها المياه

خان يونس- محمد أبو شحمة

أكدت بلديات المناطق الشرقية لمدينة خان يونس ومزارعين أن جميع الأراضي الزراعية الحدودية البالغة مساحتها قرابة 35 ألف دونم والتي تعتبر السلة الغذائية لمحافظات قطاع غزة لا تصلها مياه عذبة أو مالحة للري، إضافة إلى أن المياه الجوفية جميعها تصل فيها درجة الملوحة إلى أكثر من 2000.
وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين" على هامش ورشة عمل حول "تحديد احتياجات المنطقة الحدودية"، نظمتها وزارة الزراعة، إن :"بعض الآبار في المناطق الحدودية شرق مدينة خان يونس توقفت عن العمل بسبب اختفاء المياه من باطن الأرض نظرًا لكثر سحبها واستخدامها، إضافة إلى أن أعداداً أخرى توقف سحب المياه منها بسبب نسبة الملوحة العالية بها".

وبين المزارعون أن سوسة النخيل الخطيرة تنتشر بسرعة مخيفة في الأراضي الزراعية في المناطق الشرقية عن طريق الرياح وتصل إلى ألياف النخيل وتقوم بتدميرها وإتلاف محصول البلح منها وإخراجها عن الخدمة، مشيرين إلى أن ما تقوم به وزارة الزراعة وطواقمها من عمليات رش وإبادتها لها غير كافية لأن السوسة منتشرة بكثافة في المناطق الحدودية.

بدوره، أكد رئيس بلدية عبسان الكبيرة مصطفى الشواف أن 35 ألف دونم من الأراضي الزراعية شرق مدينة خان يونس لا تصلها مياه صالحة للري أو غير صالحة رغم وجود خطوط ناقلة متوفرة وجاهزة لضخ المياه لتلك الأراضي. وقال الشواف إن :"المياه الجوفية في المناطق الشرقية جميعها تم استنفاذها خلال سحب المزارعين لها، وكذلك بعض الآبار توقفت عن العمل نتيجة عدم وجود مياه في جوف الأرض، الأمر الذي ترك أثر كبيرة على الأراضي زراعية وجعل الكثير من المزارعين يعزفون عن الزراعة بسبب عدم توافر المياه".

وأوضح الشواف أن التربة الزراعية للمناطق الحدودية طينية تخزن المياه، أي المزروعات تحتاج إلى ري بشكل أسبوعي، وذلك بخلاف المناطق الغربية المتوفرة بها المياه والتي تحتاج إلى ري مرتين في اليوم، لذلك يجب على المسئولين ضخ مياه من غرب خان يونس إلى المناطق الحدودية وتوفيرها خصوصًا أن هناك خطوط ناقلة متوفرة في الكثير من المناطق كلف إنجازها مليون ونصف دولار.

من جانبه، أكد رئيس بلدية خزاعة كمال النجار أن المزارعين يحفرون أكثر من 150 متراً في بعض المناطق الحدودية للوصول إلى المياه الجوفية، وغالبًا لا يستطيعون الوصول إليها لأنها تكون انتهت، وبحالة الوصول تكون مالحة جدًا لا تصلح للري أو الشرب، لذلك يجب على وزارة الزراعة تحمل مسئوليتها تجاه المزارعين وتوفير المياه لهم.

وأوضح النجار أن توزيع المياه يتم في مدينة خان يونس بشكل غير عادل، فالأراضي الزراعية في المناطق الحدودية لا يصلها أي مياه من غرب خان يونس خاصةً أن المياه ملك وحق للجميع.

المزارع حسن قديح أكد أن المزارعين في شرق مدينة خان يونس وتحديدًا بالمناطق الحدودية يزرعون أراضيهم 5 مرات طيلة العام، وكل جمع محصول لا يحققون أي ربح مادي بل يخسرون على أراضيهم بسبب الانقطاع الدائم للمياه وكذلك الكهرباء التي يحتاجها المزارع في رش أرضه بالمبيدات الحشرية لمحاربة الآفات الزراعية الخطيرة والمسبب في تلف المحصول.

وقال قديح لـ"فلسطين" إن :"سوسة النخيل تنتشر بالمناطق الشرقية بسرعة كبيرة، لدرجة يمكن أن نطلق عليها وباء لكثرة النخيل التي وصلت إليها، وسط محاربة خجولة من قبل وزارة الزراعة لها، حيث يمكن لأي شخص مشاهدة السوسة بالعين المجردة وهي تتلف النخلة وتقضي على قطوف البلح".

وأوضح قديح المزارع الذي يمتلك أرض مساحتها 10 دونمات، أن المزارعين في المناطق الحدودية يعانون من قلة الإرشاد والتوعية لمواجهة الآفات الخطيرة مثل سوسة النخيل القاتلة للنخل، الأمر الذي يصعب على المزارع كيفية التعامل معها أو القضاء عليها وهو ما يتسبب لها بخسائر".

المزارع سلمان قديح صاحب 5 دونمات في المنطقة الحدودية أكد أن الهم الأكبر الذي يسيطر على المزارعين هو عدم وجود مياه للري، رغم الأهمية الاقتصادية للأراضي الحدودية في توفير الخضروات لقطاع غزة، مبينًا أن الكثير من المزارعين عكفوا عن الزراعة بسبب عدم توفر المياه.

المزارع في منطقة صوفا الحدودية شرق مدينة خان يونس نبيل معمر أكد أن منطقة صوفا غير محسوبة لأي بلدية في قطاع غزة، وذلك يسبب الكثير من المشاكل للمزارعين في هذه المنطقة الخصبة، حيث لا تتوافر بها المياه رغم وجود خط ناقل تم إنشاؤه بتكلفة 100 ألف دولار قبل أعوام.

وقال معمر إن :"المزارع في منطقة صوفا يشتري كوب المياه بـ30 شيكلاً لري أرضه، وهذه تكلفة مرتفعة جدًا تسبب خسائر للمزارع الذي يزرع أرضه بأي نوع من المحصول".

من جانبه، أكد زياد محمد حماد وكيل وزارة الزراعة أن وزارته وضعت قضية مد الخطوط الناقلة بالمياه وإيصالها للأراضي الزراعية على رأس أولوياتها، حيث تأخذ هذه القضية على محمل الجد، وستدرسها وستعمل على توفير المياه بتلك الخطوط وإيصالها للمناطق الحدودية.

وقال حماد إن: "وزارة الزراعة حريصة على دراسة هذه القضية بعمق لحل ولو بشكل جزئي يصل إلى 10%، وسيتم إيصال القضية إلى أجندة مجلس الوزراء الفلسطيني، والعمل على إغلاق الآبار جوفية في مناطق غرب مدينة خان يونس وتحويلها للمناطق التي تصلها المياه. وعن انتشار سوسة النخيل في المناطق الشرقية من مدينة خان يونس أوضح أن الوزارة وطواقمها المكونة من 20 مختصاً تقوم بمتابعة هذه السوسة والعمل على القضاء عليها وإبادتها وإتلاف مجموعة من أشجار النخيل المصابة بها للمحافظة على قطاع النخيل.

تعليقات

المشاركات الشائعة